كل الأرواح مقدسة !!
نَعِم كُلُّ الأرْواح مُقَدسَة تِلْك الكلمات اَلتِي قالهَا لَاعِب اَلكُرة اَلمصْرِي العالميِّ مُحمَّد صَلَاح وَصُدمَت مُتابعيه فِي مِصْر والْعالم العرَبيِّ لِأنَّهم اِنْتظروا مِنْه كلمات أَقوَى مِن ذَلِك لِلْحدِيث عن مُعانَاة أَهْل فِلسْطِين ، لَايدِرك كثير مِن الغاضبين مِن صَلَاح أنَّ مُجرَّد تَحقِيق هَذِه المقولة هِي مُجرَّد حُلْم صَعْب التَّحْقيق لِلْكثِير مِن البشر حَوْل العالم .
فللْأَسف لَابُد أن نَعتَرِف أَننَا نعيش فِي عَالَم تَنقصُه العدالة والْمساواة هُنَاك تَصنِيف وَاضِح يَقطَع كوْكبنَا ومشاعره إِلى أَربَعة أَجزَاء فسكَّان الشَّمَال يُصنَّفون أَنفُسهم بِأنَّهم الأفْضل فِي هذَا العالم وينْعتون دائمًا الجنوب بِأَنه أقلُّ إِنْسانيَّة ورقيًّا لَيْس هذَا فقط بل أَمعَن سُكَّان كوْكبَنَا فِي التَّقْسيم والتَّمْزيق فسكَّان الغرْب نَصبُوا أَنفُسهم بِأنَّهم على أَعلَى دَرَجات سُلَّم التَّطَوُّر الإنْسانيِّ وأنَّ الشَّرْقيُّون مُتوحِّشون يفْتقدون لِحقوق الإنْسان .
لَم يَكتَفِي أَرقَى سُكَّان هذَا اَلْكَوكب - حسب ظَنهِم طبْعًا - فِي شَمَال غَرْب هذَا العالم بِتصْنِيف أَنفسِهم بل نَصبُوا أَنفُسهم آلهة تَحكُّم الأرْض وراحوا يُصنَّفون الأشْرار والْأخْيار فِي كُلِّ مَناطِق العالم حسبمَا يَتفِق مع أهْوائهم ومصالحهم . فأرْوَاح الإسْرائيليِّين ودماءهم اَلتِي أُريقتْ فِي 7 أُكتُوبَر الماضي وَالتِي تَجَاوزَت 1400 قتيل لَازالوا يتباكوْن عليْهَا بيْنمَا أَروَاح أَكثَر مِن 11 أَلْف فِلسْطينيٍّ ومشاهد الأطْفال اَلتِي تُزهَق أرْواحهم تَحْت وَطأَة القصْف أو اَلجُوع والْفَقْر والْحصار لََا تشْغلهم كثيرًا فَهِي لَيسَت مِن الأخْيار بل وصفهَا بَعضُهم بِأنَّهَا حيوانات بَشَريَّة .
ثُمَّ يُحدِّثونك عن حُقُوق الإنْسان واحْترام الْعدالة والدِّيمقْراطيَّة اَلتِي تَنقُص الشَّرْق والْعَرب والْجنوب - كُلُّ هذَا بات كُوميدْيَا وغيْر عَادِل - هل تُصدِّق أنَّ هُنَاك رئيس دَولَة مَنْح جَائِزة نُوبل لِلسَّلَام وَقتَل اَلْعام الماضي فقط 2022 مَا يَتَجاوَز 600 أَلْف مُوَاطِن مِن شَعبِه . . نَعِم ياصديقي إِنَّه رئيس إِثْيوبْيَا آبي أَحمَد يَرتَكِب ولَا زال جَرائِم إِبادة ضِدَّ شَعبِه فِي إِقْليم تيغْرَايْ والْعالم حَتَّى لََا يَشعُر بِهم فَهْم مِن سُكَّان الجنوب البائس وحاكمهم فقط صَنفَه أَسيَاد الشَّمَال اَلغرْبِي بِأَنه مِن الأخْيار .
كُلُّ مَا نُريده فِي هذَا العالم شِىء مِن العدالة على الأقلِّ أن نُقدِّس كُلُّ الأرْواح نَحزَن بِمشاعر بَشَريَّة صَادِقة فطرنَا اَللَّه عليْهَا جميعًا عِنْدمَا نَفقِد إِنْسانًا على هذَا اَلْكَوكب بِغضِّ النَّظر عن دِينه وَجنسِه وَلونِه وَمَكانَة على الخريطة لِذَا كان مِن وَاجبِنا أن نَعمَل معًا وَفِي إِطَار القانون اَلدوْلِي وتحْتَ مِظَلة اَلأُمم المتَّحدة بِإنْشَاء الهيْئة الدولية لِحماية المدنيِّين لَعلَّهَا تَكُون صَوْت عَادِل يُسَاهِم ولو بِالْقليل فِي إِعادة الإنْسانيَّة إِلى هذَا العالم .