السبت 28 ديسمبر 2024

بايدن لنتنياهو: الدعم الأميركي لإسرائيل يعتمد على حماية المدنيين .

الهيئة الدولية  لحماية  المدنيين

وجهت الولايات المتحدة، اليوم ، أقوى توبيخ علني لإسرائيل منذ اندلعت الحرب في غزة، لتجعل الدعم المقدم للهجوم الإسرائيلي مرهوناً بخطوات ملموسة تتخذها إسرائيل لضمان سلامة موظفي الإغاثة والمدنيين الفلسطينيين.
ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن، وهو مؤيد قوي للهجوم الإسرائيلي حتى الآن، إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب هجوم إسرائيلي على قافلة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» الخيرية هذا الأسبوع أسفر عن مقتل سبعة من موظفي المنظمة.
وقال البيت الأبيض إن بايدن «أكد ضرورة أن تعلن إسرائيل وتنفذ سلسلة من الخطوات المحددة والملموسة والقابلة للقياس لوقف الأذى الذي يلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة موظفي الإغاثة» نقلا عن وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضاف البيت الأبيض أن الرئيس أيضا «أوضح أن السياسة الأميركية فيما يتعلق بغزة ستتحدد في ضوء تقييمنا للإجراءات الفورية التي ستتخذها إسرائيل بشأن هذه الخطوات».
ويعكس بيان البيت الأبيض تغيراً حاداً في لهجة بايدن، ومجموعة من الشروط المرتبطة باستمرار الدعم الأميركي في سابقة هي الأولى من نوعها على ما يبدو.

ويدعم بايدن إسرائيل بقوة حتى في ظل سعي حكومات أخرى إلى ممارسة مزيد من الضغوط على إسرائيل.

وتمثل تعليقاته المرة الأولى التي تشير فيها واشنطن إلى أنها ستجعل دعمها المستمر مشروطاً.
ومن خلال الإشارة إلى احتمال تغيّر السياسة الأميركية بشأن غزة إذا لم تعالج إسرائيل المخاوف المتعلقة بالوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني، عبر بايدن عن استيائه بعد ضغوط متزايدة من قاعدته السياسية ذات الميول اليسارية في الحزب الديمقراطي لوقف أعمال القتل وتخفيف حدة الجوع بين المدنيين الأبرياء.
وقال الرئيس الأميركي لنتنياهو إن الغارات على العاملين في المجال الإغاثي، وكذلك الوضع الإنساني في غزة، حيث تحذر الأمم المتحدة من المجاعة، «غير مقبولة».

وجاء في البيان أن بايدن «أكد أن وقفاً فورياً لإطلاق النار ضروري لتحقيق الاستقرار وتحسين الوضع الإنساني وحماية المدنيين الأبرياء، وحثّ رئيس الوزراء على تمكين مفاوضيه من التوصل إلى اتفاق دون تأخير لإعادة الرهائن».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، إنه إذا لم تغير إسرائيل أسلوبها في حرب غزة، فإن الولايات المتحدة ستغير سياستها تجاه إسرائيل.

وأضاف كيربي، للصحافيين، أن «دعمنا دفاع إسرائيل عن نفسها لا يزال راسخاً، إنهم يواجهون مجموعة من التهديدات، والولايات المتحدة لن تتخلى عنها».

وأحجم كيربي عن الاستفاضة في التغييرات المحددة التي ستجريها الولايات المتحدة في سياستها بشأن إسرائيل وغزة، وذلك خلال إفادة صحفية عقب الاتصال بين بايدن ونتنياهو.
وقال إن واشنطن تأمل في أن ترى إعلانا عن الخطوات الإسرائيلية خلال "الساعات أو الأيام المقبلة".

تؤيد الولايات المتحدة وقف إطلاق النار، في إطار صفقة تبادل تأمل أن تؤدي، في نهاية المطاف، إلى تسوية طويلة الأمد.

وأعرب بايدن، على مدى أشهر، عن إحباط متزايد من نتنياهو، لكنه دافع بقوة أيضاً عن حق إسرائيل في الرد على «حماس»، بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته على إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ورغم الضغوط التي يمارسها الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن، فإن الإدارة تواصل توفير إمدادات عسكرية لإسرائيل، حتى في وقت تنتقد فيه طريقة خوض الحرب.
في السياق نفسه، طالبت الهيئات الدولية لحماية المدنيين في الولايات المتحدة، الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم بضمانات لحماية موظفي الإغاثة في قطاع غزة، ومحاسبة المسؤولين عن قتلهم.
واقترحت الهيئات الدولية لحماية المدنيين والمنظمات القانونية أن توقف الولايات المتحدة نقل الأسلحة الهجومية لإسرائيل، وطالبت بإجراء تحقيق مستقل في هجماتها. 
وتعرضت قافلة إغاثة إنسانية لهجوم في قطاع غزة، يوم الاثنين، أودى بحياة سبعة من موظفي منظمة «وورلد سنترال كيتشن».
وقال رؤساء الهيئات الدولية لحماية المدنيين، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إنّ قتل موظّفي الإغاثة «كان يمكن الحيلولة دون حدوثه، لكن ذلك ليس سوى أحدث مثال على الخسائر المُقلقة لعمال الإغاثة في غزة على أيدي القوات الإسرائيلية».